۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 451
بالامس : 840
لهذا الأسبوع : 3918
لهذا الشهر : 25932
لهذه السنة : 94538
منذ البدء : 3708778
تاريخ بدء الإحصائيات : 3-12-2012

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  34
تفاصيل المتواجدون

:: قصَّةُ رُؤيا حمزةُ بنُ حبيبٍ الزَّيَّاتِ ::

التخريج

:: قصَّةُ رُؤيا حمزةُ بنُ حبيبٍ الزَّيَّاتِ ::

 د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

ومنه المعونةُ والسَّدادُ

قصَّةُ رُؤْيَا حمزةَ بنِ حبيبٍ الزَّيَّاتِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.

أمَّا بعدُ؛ فقد انتشرت قصَّةُ رُؤْيَا عجيبةٍ رآها الإمامُ المقرئُ حمزةُ بنُ حبيبٍ الزَّيَّاتُ -رحمه اللهُ تعالى- تحتاجُ مِنَّا تأمُّلًا ودراسةً.

أوَّلًا: نَصُّ القِصَّةِ:

قال سُلَيمُ بنُ عيسى: دخلتُ على حمزةَ بنِ حبيبٍ الزَّيَّاتِ، فوجدتُه يُمرِّغُ خَدَّيْه في الأرضِ ويبكي، فقلتُ: أُعِيذُكَ باللهِ! [بمعنى: لماذا تصنعُ هذا؟] فقال: لماذا استَعَذتَ؟ لقد رأيتُ البارحةَ في منامي كأنَّ القيامةَ قد قامت، وقد دُعِيَ بقُرَّاءِ القرآنِ، فكنتُ فيمَن حضَر، فسَمِعتُ قائلًا يقولُ بكلامٍ عَذْبٍ: لا يدخلْ عليَّ إلَّا مَن عَمِلَ بالقرآنِ. فرجَعتُ القَهْقَرَى [أي: رجَعتُ إلى الخلفِ]، فهتَف باسمي: أين حمزةُ بنُ حبيبٍ الزَّيَّاتُ؟ فقلتُ: لبَّيكَ داعيَ اللهِ. فبدَرَني مَلَكٌ فقال: قُلْ: لبَّيكَ اللَّهُمَّ [أي إنَّ الَّذي يُنادِيه هو اللهُ عزَّ وجلَّ]، قلتُ: لبَّيكَ اللَّهُمَّ. كما قال لي، فأدخَلَني دارًا، فسمعتُ فيها ضجيجَ القُرَّاءِ بالقرآنِ، فوقَفتُ أَرعُدُ [أي خائفًا]، فسمعتُ قائلًا يقولُ: لا بأسَ عليكَ، ارْقَ واقرَأْ. فأَدَرتُ وجهي فإذا أنا بمِنْبَرٍ من دُرٍّ أبيضَ، دَفَّتَاهُ من ياقوتٍ أصفرَ، ومَرَاقِيهِ [أي دَرَجُه] مِن زَبَرْجَدٍ أخضرَ، فقال لي: ارْقَ واقرَأْ. فرَقِيتُ، فقال لي: اقرأْ «سورةَ الأنعامِ». فقرأتُ وأنا لا أدري على مَن أقرأُ، حتَّى بلَغتُ السِّتِّينَ آيةً، فلمَّا بلَغتُ: ]وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ[؛ قال لي: يا حمزةُ، أَلَسْتُ القاهرَ فوقَ عبادي؟ فقلتُ: بلى. قال: صدَقتَ، اقرأْ. فقرأتُ حتَّى ختَمتُها، ثُمَّ قال لي: اقرأْ. فقرأتُ «الأعرافَ» حتَّى بلَغتُ آخِرَها، فأَومَأتُ إلى الأرضِ بالسُّجودِ [لأنَّ آخِرَ سورةِ الأعرافِ سجدةٌ]، فقال لي: حَسْبُكَ ما مضَى [أي: حَسْبُكَ سجودُكَ في الدُّنيا]، لا تسجدْ يا حمزةُ، مَن أقرَأكَ هذه القراءةَ؟ فقلتُ: سليمانُ [يعني الأعمشَ]. قال: صدقتَ، مَن أقرأ سليمانَ؟ قلتُ: يحيى [يعني ابنَ وثَّابٍ]. قال: صدَق يحيى، على مَن قرأ يحيى؟ فقلتُ: على أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميِّ. قال: صدَق أبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ، مَن أقرأ أبا عبدِ الرَّحمنِ؟ فقلتُ: ابنُ عَمِّ نبيِّكَ عليٌّ. فقال: صدَق عليٌّ، فمَن أقرأ عليًّا؟ قلتُ: نبيُّكَ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: ومَن أَقرَأ نبيِّي؟ قال: قلتُ: جبريلُ عليه السَّلام. قال: ومَن أقرأ جبريلَ؟ قال: فسَكَتُّ، فقال لي: يا حمزةُ، قُلْ: أنتَ. قال: فقلتُ: ما أَجسُرُ أن أقولَ [حياءً من اللهِ]. فقال: قُلْ. فقلتُ: أنتَ. قال: صدَقتَ يا حمزةُ، وحقِّ القرآنِ لَأُكرِمَنَّ أهلَ القرآنِ، سِيَّما إذا عَمِلوا بالقرآنِ. يا حمزةُ، القرآنُ كلامي، وما أُحِبُّ أحدًا كحُبِّي أهلَ القرآنِ، ادْنُ يا حمزةُ. فدنَوتُ، فضَمَّخَني بالغاليةِ [نوعٍ من أجودِ أنواعِ الطِّيبِ]، وقال: ليس أفعلُ بكَ وحدَك، قد فعَلتُ ذاكَ بنُظَرائِكَ ممَّن فوقَك ومَن دونَك. ومَن أقرأ القرآنَ كما قرأتَه لم يُرِدْ بذلك غيري، وما خبَأتُ لكَ يا حمزةُ عندي أكثرُ؛ فأَعلِمْ أصحابَك بمكاني مِن حُبِّي لأهلِ القرآنِ، وفِعْلِي بهم؛ فهم المُصْطَفَوْنَ الأخيارُ! يا حمزةُ، وعِزَّتِي وجلالي؛ لا أُعذِّبُ لسانًا تلا القرآنَ بالنَّارِ، ولا قلبًا وعاه، ولا أُذُنًا سَمِعتْه، ولا عينًا نظَرتْه. فقلتُ: سبحانَكَ سبحانَكَ! وأنَّى تُرَى؟ فقال: يا حمزةُ، أين نُظَّارُ المصاحفِ؟ فقلتُ: يا ربِّ، أَفَحُفَّاظٌ هم؟ قال: لا، ولكنِّي أحفظُه لهم حتَّى يومِ القيامةِ، فإذا لَقَوْني رفَعتُ لهم بكُلِّ آيةٍ درجةً.

ثُمَّ التَفَتَ حمزةُ لطالبِه سُلَيمِ بنِ عيسى وقال له: أَفَتَلُومُني أن أبكيَ، وأَتَمرَّغَ في التُّرابِ؟!


ثانيًا: إسنادُ القصَّةِ:

هذه القصَّةُ ذكرها الإمامُ ابنُ الجوزيِّ في «صفةِ الصَّفوةِ» 2/90-91، والإمامُ المِزِّيُّ في «تهذيبِ الكمالِ» 7/318، وغيرُهما من طريقِ أبي الطَّيِّبِ عبدِ المنعمِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ غَلْبُونَ المقرئِ، أخبَرَنا أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ نصرٍ السَّامَرِّيُّ قال: حدَّثَنا سليمانُ بنُ جَبَلةَ قال: حدَّثَنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ الحدَّادُ قال: حدَّثَنا خَلَفُ بنُ هشامٍ البزَّازُ قال: قال لي سُلَيمُ بنُ عيسى ... فذكَرَها.


ورُوِيتْ بإسنادٍ آخَرَ من طريقِ أبي الطَّيِّبِ ابنِ غَلْبُونَ أيضًا قال: أخبَرَنا أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ نصرٍ السَّامَرِّيُّ قال: أخبَرَنا أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ خَلَفٍ المعروفُ بوكيعٍ، قال: حدَّثَنا ابنُ رُشَيدٍ قال: حدَّثَنا مُجَّاعةُ بنُ الزُّبَيرِ قال: دخلتُ على حمزةَ ... فذكَرَها.


ثالثًا: الحكمُ على القصَّةِ:

هذه القصَّةُ مدارُ إسنادِها على مُحمَّدِ بنِ نصرٍ السَّامَرِّيِّ، وهو رجلٌ مجهولٌ لا يُعرَفُ، وليس إسنادُه بمُتَّصِلٍ.

قال الإمامُ الذَّهبيُّ رحمه اللهُ تعالى: (مُحمَّدُ بنُ نصرِ بنِ هارونَ، أبو بكرٍ السَّامَرِّيُّ: لا يُعرَفُ، وأتى بمنامِ حمزةَ الزَّيَّاتِ برُؤيتِه اللهَ تعالى، فقال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ خلفِ بنِ وكيعٍ، حدَّثَنا داودُ بنُ رُشَيدٍ [وكذَب؛ لم يَلحَقْ مُحمَّدٌ داودَ]، ثنا مُجَّاعةُ بنُ الزُّبَيرِ [وكذَب أيضًا؛ لم يلحقْ داودُ مُجَّاعةَ]؛ فلا يَثبُتِ المنامُ أصلًا). [«لسان الميزان» 4/404، «ميزان الاعتدال» 4/55، «المغني في الضُّعفاءِ» 2/639].


الخلاصة:

القصَّةُ كَذِبٌ، ولا تَصِحُّ؛ فلا ينبغي روايتُها، ونشرُها.

_ _ _


.

تصميم وتطوير كنون