۩ البحث ۩



البحث في

۩ إحصائية الزوار ۩

الاحصائيات
لهذا اليوم : 1317
بالامس : 1484
لهذا الأسبوع : 1317
لهذا الشهر : 5798
لهذه السنة : 149894
منذ البدء : 3764176
تاريخ بدء الإحصائيات : 3-12-2012

۩ التواجد الآن ۩

يتصفح الموقع حالياً  38
تفاصيل المتواجدون

:: اللَّوْحةُ الفَنِّيَّةُ ::

المقال

:: اللَّوْحةُ الفَنِّيَّةُ ::

 د. ظَافِرُ بنُ حَسَنٍ آلُ جَبْعَانَ


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

اللَّوْحةُ الفَنِّيَّةُ

ذاتَ مرَّةٍ، كنتُ في صالةِ أحدِ المطاراتِ الدَّوليَّةِ، فإذا بامرأةٍ تمرُّ بنا، فقال شابٌّ بجواري: (لَوْحةٌ فنِّيَّةٌ)! وجهر بها صوتُه، فنظرتُ إليه، فقال: (انظُرْ، لوحةٌ فنِّيَّةٌ، وتشكيلةٌ رائعةٌ)! فنظرتُ فإذا هو قد صدَق التَّعبيرَ، وأصاب لُبَّ الحقيقةِ وعينَها!!

أَتدرِي ماذا يقصدُ بـ ( اللَّوحةِ الفنِّيَّةِ، والتَّشكيلةِ الرَّائعةِ ) ؟!

قد تستغربُ إذا قلتُ لكَ: إنَّه يَصِفُ لوحةً مُتحرِّكةً، وتشكيلةً مُتنقِّلةً ...

وبعدَها بقليلٍ قال: (يا أخي، ما بَقِي شيءٌ من الزِّينةِ إلَّا ظهَر). فقلتُ له: صدقتَ!

نَعَمْ .. لقد ذَهَبتْ مِن قلوبِهنَّ، وقبلَها من قلوبِ أوليائِهنَّ الغَيْرةُ!

(اللَّوحةُ الفنِّيَّةُ)، و (التَّشكيلةُ الرَّائعةُ) هي لِباسُ أُختِي وأُختِكَ، وابنتي وابنتِكَ، وزوجتي وزوجتِكَ!!

كان المنظرُ لامرأةٍ ترتدي عباءةً مُطرَّزةً، فنُسِجَ المُذهَّبُ على السَّوادِ، فكان على الظَّهرِ لوحةً فنِّيَّةً، وتشكيلةً جماليَّةً رائعةً!!!

صار النِّساءُ يَحمِلْنَ لوحاتٍ فنِّيَّةً على عواتِقِهنَّ، وظهورِهنَّ، وصُدُورِهنَّ، وأصبح الحجابُ لهنَّ زينةً يَتَباهَيْنَ ويَتفاخَرْنَ به!!

لكنَّ السُّؤالَ الَّذي ينبغي أن يُبحَثَ عن جوابِه، ويُحرَصَ على فهمِه: مَن المسؤولُ عن ذلك يا تُرَى؟

هل هو مَن أتى بهذه العباءةِ الَّتي ذهبتْ بالحشمةِ إلى قاعِ الزِّينةِ والتَّبرُّجِ؟!

أم المسؤولُ عنها مَن اشتراها؟!

أم المسؤولُ مَن لَبِسها وارتداها؟!

أم المسؤولُ مَن ترَك الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المُنكَرِ؟!

فالجوابُ بكُلِّ صراحةٍ:

الجميعُ مُشترِكونَ في ذلك، ولا يُعذَرُ أحدٌ عندَ اللهِ تعالى؛ لأنَّ هذا مِن التَّعاوُنِ على الإثمِ والعُدوانِ، واللهُ قد حرَّمه وذَمَّه في كتابِه الكريمِ، فقال:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[سورة المائدة: 2].

نسألُ اللهَ الهدايةَ والتَّوفيقَ للجميعِ


حُرِّر بتاريخ

1429/3/29

مطار الخرطوم الدولي

بامرأةٍ , الدَّوليَّةِ، , كنتُ , تمرُّ , صالةِ , ذاتَ , شابٌّ , مرَّةٍ، , بنا، , أحدِ , في , لَوْحةٌ , فإذا , فنِّيَّةٌ , بجواري , فقال , المطاراتِ

جديد المقالات

.

تصميم وتطوير كنون